كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد كان غصب رجل من رجل لؤلؤًا، فجعل اللؤلؤ في جوف عصًا له، ثم خاصمه المدعي إلى داود عليه السلام فقال المدعي: إن هذا أخذ مني لؤلؤًا، وإني لصادق في مقالتي.
فجاء، وأخذ السلسلة، ثم قال المدعى عليه: خذ مني العصا، فأخذ عصاه، وقال: إني قد دفعت إليه اللؤلؤ، وإني لصادق في مقالتي، فجاء وأخذ السلسلة.
فتحير داود عليه السلام في ذلك، فرفعت السلسلة، وأمره بأن يقضي بالبينات والأيمان، فذلك قوله عز وجل: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} يعني: الفهم، والعلم.
ويقال: يعني النبوة {وَفَصْلَ الخطاب} يعني: القضاء بالبينات، والأيمان.
وقال قتادة، والحسن؛ {وَفَصْلَ الخطاب} يعني: البينة على الطالب، واليمين على المطلوب.
ثم قال عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُا الخصم} يعني: خبر الخصم.
ويقال: خبر الخصوم أي: وهل أتاك يا محمد، ما أتاك، حين أتاك، ويقال: وقد أتاك {إِذْ تَسَوَّرُواْ المحراب} والتسور أن يصعد في مكان مرتفع، وإنما سمي المحراب سورًا، لارتفاعه من الأرض.
ويقال: {تَسَوَّرُواْ} يعني: دخلوا عليه من فوق الجدار.
وقال الحسن البصري: وذلك أن داود عليه السلام جزأ الدهر أربعة أيام.
فيومًا لنسائه، ويومًا لقضائه، ويومًا يخلو فيه لعبادة ربه، ويومًا لبني إسرائيل ليسألونه فقال يومًا لبني إسرائيل: أيكم يستطيع أن يتفرغ لعبادة ربه يومًا لا يصيب الشيطان منه شيئًا؟ فقالوا: يا نبي الله، والله لا نستطيع.
فحدث داود نفسه أنه يستطيع ذلك.
فدخل محرابه، وأغلق بابه، فقام يصلي في المحراب، فجاء طائر في أحسن صورة مزين كأحسن ما يكون، فوقع قريبًا منه، فنظر إليه، فأعجبه، فوقع في نفسه منه، فدنا منه ليأخذه، فوقع قريبًا منه وأطمعه، أن سيأخذه، ففعل ذلك ثلاث مرات، حتى إذا كان في الرابعة، ضرب يده عليه فأخطأه، ووقع على سور المحراب.
قال: وخلف المحراب حوض تغتسل فيه النساء، فضرب يده عليه، وهو على سور المحراب، فأخطأه وهرب الطائر، فأشرف داود، فإذا بامرأة تغتسل، فلما رأته نقضت شعرها، فغطى جسدها، فوقع في نفسه منها ما يشغله عن صلاته، فنزل من محرابه، ولبست المرأة ثيابها، وخرجت إلى بيتها، فخرج حتى عرف بيتها، وسألها من أنت؟ فأخبرته: فقال: هل لك زوج؟ قالت: نعم.
قال أين هو؟ فقالت: في بعث كذا وكذا، وجند كذا وكذا.
فرجع، وكتب إلى عامله إذا جاءك كتابي هذا، فاجعل فلانًا في أول الخيل.
فقدم في فوارس، فقاتل، فقتل.
ثم انتظر حتى انقضت عدتها، فخطبها، وتزوجها.
فبينما هو في المحراب، إذ تسور عليه ملكان، وكان الباب مغلقًا، ففزع منهما، فقالا: لا تخف {خَصْمَانِ بغى بَعْضُنَا على بَعْضٍ فاحكم بَيْنَنَا بالحق} يعني: اقض بيننا بالعدل.
ثم خاصم أحدهما الآخر، فقال: {إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} إلى آخره.
فعلم داود عليه السلام أنه مراد بذلك، فخرّ راكعًا وأناب.
قال الحسن: سجد أربعين ليلة، لا يرفع رأسه إلا للصلاة المكتوبة.
قال: ولم يذق طعامًا، ولا شرابًا، حتى أوحى الله عز وجل إليه أن ارفع رأسك فإني قد غفرت لك.
وهكذا ذكر في رواية الكلبي عن ابن عباس، أنه سجد أربعين يومًا حتى سقط جلد وجهه، ونبت العشب من دموعه.
فقال: يا رب كيف ترحمني وأنا أعلم أنك منتقم مني بخطيئتي، وذكر أن جبريل عليه السلام قال له: اذهب إلى أوريا فاستحل منه، فإنك تسمع صوته في يوم كذا، فأتاه ذات ليلة، فناداه، فأجابه، فاستحل منه، فقال: أنت في حلّ.
فلما رجع، قال له جبريل: هل أخبرته بجرمك.
قال: لا.
قال: فإنك لم تفعل شيئًا.
قال: فارجع، فأخبره بالذي صنعت، فرجع داود فأخبره بذلك، فقال: أنا خصمك يوم القيامة، فرجع مغتمًا، وبكى أربعين يومًا فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله تعالى يقول: إني أستوهبك من عبدي فيهبك لي، وأجزيه على ذلك أفضل الجزاء، فسري عنه ذلك، وكان محزونًا في عمره، باكيًا على خطيئته.
وروي في خبر آخر، أن داود سمع بني إسرائيل كانوا يقولون في دعائهم: يا إله إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، فيستجاب لهم.
فقال لهم داود عليه السلام اذكروني فيهم.
فقولوا: يا إله إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وداود، فقالوا: الله أمرك بهذا.
قال: لا.
فقالوا: لا نزيد فيهم ما لم يأمرك الله تعالى بذلك.
فسأل داود ربه أن يجعله فيهم، فأوحى الله تعالى إليه، وذكر له ما لقي إبراهيم من الشدائد، وما لقي إسحاق ويعقوب عليهم السلام فسأل داود ربه أن يبتليه ببلية لكي يبلغ منزلتهم، فابتلي بذلك حتى بلغ مبلغهم.
وقال بعضهم: هذه القصة لا تصح لأنه لا يظن بالنبي مثل داود أنه يفعل مثل ذلك، ولكن كانت خطيئته أنه لما اختصما إليه، فقال للمدعي: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، فنسبه إلى الظلم بقول المدعي.
فكان ذلك منه زلة، فاستغفر ربه عن زلته، فذلك قوله: {إِذْ دَخَلُواْ على داود} وقال بعضهم: كانوا اثنين.
فذكر بلفظ الجماعة فقال: {إِذْ دَخَلُواْ على داود} وقال بعضهم: كانوا جماعة، ولكنهم كانوا فريقين فقال: {إِذْ دَخَلُواْ على داود فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بغى بَعْضُنَا على بَعْضٍ} يعني: استطال، وظلم بعضنا على بعض {فاحكم بَيْنَنَا بالحق} يعني: اقض بيننا بالعدل {وَلاَ تُشْطِطْ} أي ولا تجر في الحكم، والقضاء.
ويقال: أشططت إذا جرت {واهدنا إلى سَوَاء الصراط} يعني: أرشدنا إلى أعدل الطريق.
قوله عز وجل: {إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ واحدة فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} يعني: أعطني هذه النعجة.
وهذا قول الكلبي ومقاتل.
وقال القتبي {أَكْفِلْنِيهَا} يعني: ضمها إليّ، واجعلني كافلها {وَعَزَّنِى في الخطاب} يعني: غلبني في الكلام {قَالَ} داود {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ} أي: مع نعاجه {وَإِنَّ كَثِيرًا مّنَ الخلطاء} يعني: من الإخوان والشركاء {لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ} يعني: ليظلم بعضهم بعضًا {إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} فإنهم لا يظلمون {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} يعني: قليل منهم الذين لا يظلمون.
فلما قضى بينهما داود عليه السلام أحب أن يعرفهما، فصعد إلى السماء حيال وجهه {وَظَنَّ داود} يعني: علم داود.
ويقال: ظن بمعنى أيقن.
إلا أنه ليس بيقين عيانًا، لأن العيان لا يقال فيه إلا العلم.
{أَنَّمَا فتناه} يعني: ابتليناه، واختبرناه.
ويقال: إنهما ضحكا، وذهبا.
فعلم داود أن الله عز وجل ابتلاه بذلك.
وروي عن أبي عمرو في بعض الروايات أنه قرأ {أَنَّمَا فتناه} بالتخفيف، ومعناه ظن أن الملكين اختبراه، وامتحناه في الحكم وقراءة العامة {فتناه} بالتشديد يعني: أن الله عز وجل قد اختبره، وامتحنه بالملكين {فاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} يعني: {وَخَرَّ} وقع راكعًا ساجدًّا {وَأَنَابَ} يعني: أقبل إلى طاعة الله تعالى بالتوبة.
وروى عطاء بن السائب، عن أبي عبد الله البجلي قال: إن داود لم يرفع رأسه إلى السماء، مذ أصاب الخطيئة حتى مات.
وذكر في الخبر أن داود كان له تسع وتسعون امرأة، فتزوج امرأة أوريا على شرط أن يكون ولدها خليفة بعده، فولد له منها سليمان، وكان خليفته بعده.
يقول الله عز وجل: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذلك} يعني: ذنبه {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى} لقربة {وَحُسْنُ مَئَابٍ} أي: المرجع في الآخرة.
وروي أن كاتبًا كان يكتب قوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} وكان تحت شجرة، فقرأها، وكتبها، فخرت الشجرة ساجدة لله تعالى، وهي تقول: اللهم اغفر بها ذنبًا، وخرت الدواة ساجدة كذلك، وهي تقول اللهم: احطط عني بها وزرًا.
وكذلك الصحيفة التي في يده، وهي تقول: اللهم أحدث مني بها شكرًا.
وعن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيتني الليلة، وأنا نائم، كأني أصلي خلف الشجرة، فقرأت السجدة فسجدتُّ فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وضع عني بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود.
قال ابن عباس فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم آية سجدة، ثم سجد فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة.
وأيضًا سئل ابن عباس عن سجدة {ص} من أين سجدت.
قال: أما تقرأ هذه الآية: {وَمِن ذُرّيَّتِهِ دَاودُ وسليمان} ثم قال: {أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقتده قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذكرى للعالمين} [الأنعام: 90] فكان داود ممن أمر نبيكم أن يقتدي به، فسجدها داود، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتداءً به.
ثم قوله عز وجل: {مَئَابٍ يا داود إِنَّا جعلناك خَلِيفَةً في الأرض} يعني: أكرمناك بالنبوة، وجعلناك خليفة، والخليفة الذي يقوم مقام الذي قبله، فقام مقام الخلفاء الذين قبله، وكان قبله النبوة في سبط، والملك في سبط آخر، فأعطاهما الله تعالى لداود.
ثم قال: {فاحكم بَيْنَ الناس بالحق} يعني: بالعدل {وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى} أي: لا تمل إلى هوى نفسك، فتقضي بغير عدل.
ويقال: لا تعمل بالجور في القضاء، {وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى} كما اتبعت في بتشايع، وهي امرأة أوريا، {فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله} يعني: عن طاعة الله تعالى.
ويقال: يعني: الهوى يستزلك {عَن سَبِيلِ الله} {إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله} يعني: عن دين الله الإسلام {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الحساب} يعني: بما تركوا من العمل ليوم القيامة، فلم يخافوه.
ويقال: بما تركوا الإيمان بيوم القيامة.
قوله عز وجل: {وَمَا خَلَقْنَا السماء والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا} من الخلق {باطلا} يعني: عبثًا لغير شيء، بل خلقناهما لأمر هو كائن {ذلك ظَنُّ الذين كَفَرُواْ} يعني: يظنون أنهما خلقتا لغير شيء، وأنكروا البعث {فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النار} يعني: جحدوا من النار يعني: من عذاب النار {أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} وذلك أن كفار مكة قالوا: إنا نعطى في الآخرة، من الخير أكثر مما تعطون فنزل: {أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} في الثواب {كالمفسدين في الأرض} يعني: كالمشركين.
وقال في رواية الكلبي: نزلت في مبارزي يوم بدر {أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} يعني: عليًا، وحمزة، وعبيدة رضي الله عنهم {كالمفسدين في الأرض} يعني: عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد.
ويقال: نزلت في جميع المسلمين، وجميع الكافرين.
يعني: لا نجعل جزاء المؤمنين كجزاء الكافرين في الدنيا والآخرة، كما قال في آية أُخرى: {أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أَن نَّجْعَلَهُمْ كالذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَوَاءً محياهم ومماتهم سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21].
ثم قال عز وجل: {أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار} يعني: كالكفار في الثواب.
اللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به الوعيد.
ثم قال عز وجل: {كتاب أنزلناه إِلَيْكَ مبارك} يعني: أنزلنا جبريل عليه السلام به إليك {مُّبَارَكٌ} يعني: كتاب مبارك فيه مغفرة للذنوب لمن آمن به، وصدقه، وعمل بما فيه، {لّيَدَّبَّرُواْ ءاياته} أي: لكي يتفكروا في آياته.
قرأ عاصم في إحدى الروايتين: {لِتَدَبَّرُوا} بالتاء مع النصب، وتخفيف الدال.
وهو بمعنى: لتتدبروا.
فحذفت إحدى التاءين، وتركت الأخرى خفيفة، وقراءة العامة {مبارك لّيَدَّبَّرُواْ} بالياء، وتشديد الدال.
وهو بمعنى: ليتدبروا.
فأدغمت التاء في الدال، وشددت.
ثم قوله عز وجل: {وَلِيَتَذَكَّرَ} يعني: وليتعظ بالقرآن {أُوْلُو الالباب} يعني: ذوو العقول من الناس.
{وَوَهَبْنَا لداود سليمان} يعني: أعطينا لداود سليمان.
وروي عن ابن عباس أنه قال: أولادنا من مواهب الله عز وجل.
ثم قرأ: و{لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إناثا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذكور} [الشورى: 49] فوهب الله تعالى لداود سليمان {نِعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ} يعني: مقبلًا إلى طاعة الله تعالى.
قوله عز وجل: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بالعشى} يعني: في آخر النهار {الصافنات الجياد} يعني: الخيل.
قال الكلبي ومقاتل: صفن الفرس إذا رفع إحدى رجليه، فيقوم على طرف حافره.
وقال أهل اللغة: الصافن الواقف من الخيل.
وفي الخبر: «مَنْ أَحَبَّ أنْ يَقُومَ لَهُ الرِّجَالُ صُفُوفًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» يعني: يديمون له القيام، والجياد الحسان.
ويقال: الإسراع في المشي.
وقال ابن عباس في رواية الكلبي: إن أهل دمشق من العرب، وأهل نصيبين جمعوا جموعًا، وأقبلوا ليقاتلوا سليمان، فقهرهم سليمان، وأصاب منهم ألف فرس عراب، فعرضت على سليمان الخيل، فجعل ينظر إليها، ويتعجب من حسنها، حتى شغلته عن صلاة العصر، وغربت الشمس، ثم ذكرها بعد ذلك، فغضب، وقال: {رُدُّوهَا عَلَىَّ} فضرب بسوقها، وأعناقها بالسيف، حتى خرّ منها تسعمائة فرس، وهي التي كانت عرضت عليه، وبقيت مائة فرس لم تعرض عليه كما كان في أيدي الناس الآن من الجياد، فهو من نسلها أي: من نسل المائة الباقية.